كثيرا ما نسمع في خطب المسؤولين أمام الجماهير و الجموع العامة أنه يجب فسح المجال للمرأة لتتبوأ المكانة التي تستحقها.
كثيرون هم من يرفعون شعارات من قبيل ضرورة الرفع من تمثيلية المرأة داخل الأجهزة التقريرية.
كثيرون هم المناضلون الذين يتحدثون عن مقاربة النوع و ضرورة اسناد مناصب المسؤولية للمرأة.
لكن ...........
شتان بين ما يتم التلفظ به وقت الحماسة و الخطب الرنانة و بين التطبيق.
فلا أحد يمكنه أن يجادل بأن هناك حصار ذكوري للمرأة المناضلة بل إن هذا الحصار أصبح واضحا للعيان.
فاللوبي الذكوري لازال ينسق أعماله من أجل ضرب المكاسب التي حققتها المرأة و ذلك بالضغط بقوة على المجتمع بحجج و بهتان عظيم.
مرة بالقول بأن المجتمع لم يعد بعد مهيأ لتقلد بعض المناصب‘ و مرة بأن بعض المسؤوليات تقتدي التواجد الليلي و بالتالي هي صعبة على المرأة.
و هنا و حتى لا أبتعد عن المجال الذي أناضل فيه و هو الميدان النقابي‘ لا بد من توضيح بعض المعطيات:
فداخل التنظيمات النقابية التقدمية نجد ثلاثة أنواع من المناضلين:
1 – مناضلون واضحون في التوجه و الرؤيا و يعتبرون أن أقصى ما يمكن أن تتواجد به المرأة هي المكاتب النقابية و بالضبط الاهتمام بدائرة المرأة أما المهام الأخرى فليس من حق المرأة أن تفكر بها و يعتبر أن المرأة دائما هي دون الرجل من حيث التكوين و التواجد في أماكن النضال ( المقاهي ).
هؤلاء أحترمهم لأنهم واضحون لا يختبئون وراء الشعارات و الكلمات الفضفاضة.
2 - مناضلون يؤمنون بالقضية النسائية و يدافعون عنها سرا و علنا و كلما جاءت محطة نضالية نجدهم يساندون المرأة إن على مستوى الحملة أو على مستوى التصويت.
هؤلاء أكن لهم كامل الاحترام و التقدير لأنهم يطبقون ما يؤمنون به.
3 – مناضلون نجدهم في المنابر الإعلامية و المناسبات التعبوية يدافعون عن المرأة و ضرورة الاحتفاظ بل الرفع من الكوطا النسائية على اعتبارهن نصف المجتمع الذي لا يمكن أن يمشي برجل واحدة‘ و لكن كلما كلما وضعوا في المحك الحقيقي نجدهم يكشرون عن أنيابهم و يظهرون حقيقتهم البئيسة و يأتي بالعلل و الحجج الواهية : من قبيل أن العمل يتطلب البقاء ليلا.
و هي في الحقيقة تعبر عن تلك الأفكار المختبئة في ذاكرته الموروثة أيام كان الإنسان يعيش في الكهوف و تنام المرأة مع الأطفال في الكهف و هو يبقى خارجا من أجل الحماية و الحراسة.
لم تستطع هذه الفئة من المناضلين أو أشباه المناضلين التخلص من هذا الموروث و بالتالي كلما تقدمت المرأة لتحمل المسؤولية يعمل على إزاحتها بشتى الوسائل بما في لك الالتجاء إلى التصويت العددي أو التحايل (الكولسة).
هذا الصنف من أشباه المناضلين أكن له كامل الإحتقار لأنه صنف كذاب و مخادع و منافق يحاول تغطية أفكاره الرجعية بشتى الوسائل.
لهذا الصنف أقول أن النساء المناضلات لا يمكن استبلادهن أو الضحك على اذقانهن بالكلام الطوباوي. لقد حان الوقت ليفهموا أن المناضلات المتواجدات معهن هن فاعلات في الحقل السياسي و النقابي و الجمعوي و أنهن لسن رقما عدديا من أجل التصويت أو تأثيث المجال.
له أيضا أوجه الرسالة التالية: سيفضح الزمن أياديكم السوداوية التي تلعب في الظلام الدامس و تخاف من الظهور نهارا.
إليهم أيضا أقول:
* كيف يمكنكم تفسير توليكم للمسؤولية في غياب ثقة النساء فيكم و التي تأتي عبر التصويت عليكم؟
* ألم يحن بعد الوقت لتفهموا أن التصويت النوعي مهم جدا في العملية الديمقراطية؟ أم تؤمنون فقط بالديمقراطية العددية؟
* ألم يبادركم سؤال في ذهنكم ما مصير تلك الأصوات النسائية التي اجتمعت كلها ضدكم؟أو بالأحرى ألم تبادروا بطرح السؤال على أنفسكم كيف ستقودون مركبة بعجلات ناقصة؟
فالنتيجة ستكون لا محالة التراجع في النتائج .
فلنعد التفكير؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نساء مناضلات
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire